مقدمة
في
هذه الدنيا، الكل يبحث عن السعادة ويسعى إليها المسلم والكافر والبر والفاجر، قال
تعالى عن الكفار وطلبهم السعادة: (وَقَالُوا كُونُوا
هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا
كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [البقرة:
135] لأن ظنهم أن من اتبع اليهودية أو النصرانية فقد اهتدى وسعد بل الحيوانات تبحث
عن السعادة فإذا أصابتها الشمس بحرارتها في نهار مشمس، تركت مكانها وقامت لتبحث عن
شجرة أو جدار لتسعد بالظل تحته.
وحال
الإنسان في هذه الدنيا، كما وصفها الله عز وجل بقوله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)
[البلد:
4] قال ابن كثير رحمه الله: يكابد أمرا من أمر الدنيا، وأمرا من أمر الآخرة ، وفي
رواية يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
فإذا
نزلت المصيبة وادلهمت الخطوب وضاقت الدروب فإن علاج المشكلات قد يحتاج إلى زمن
وإلى جهد ورأي، وسوف أذكر بعض النقاط الإيجابية التي تساعد على حل المشاكل وتخفيف
وقعها ولربما إنهائها ولا يظن أن من قرأ هذه النقاط يجد مباشرة حلاً كاملاً ينهي
مشكلته في اللحظة، بل الحال مثل عمارة كبيرة تصدعت أو سقطت ونحاول جميعا ترميمها
وإخراج من فيها، والمحافظة على ما بقي سليمًا ثم معاودة البناء وهكذا.. والبناء
ليس كالهدم فالأمر يحتاج إلى جهد وصبر وطول نفس حتى نقضي على المشكلة بإذن الله عز
وجل.