الثلاثاء، 4 مارس 2014

هل أعلمه الأدب ؟



                                  هل أعلمه الأدب ؟

في  كل يوم يقف عند كشكه الصغير ، ليلقى عليه تحية الصباح ، ويأخذ صحيفته المفضلة ، ويدفع ثمنها ، وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقاً برد من البائع على تلك التحية ، وفي كل صباح أيضاً يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ، ولكن صاحبنا لا يسمع صوتاً لذلك الرجل ، وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين ، كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه ، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم ، إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه ،
 ويتكلم متسائلاً : لماذا تلقى التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الاسابيع الماضية ، وكنت في معظم الايام ألتقي بك ، وأنت تشتري صحيفتك  اليومية .
فقال الرجل : وما الغضاضة في أن ألقى التحية ؟ فقال : وهل سمعت منه رداً طوال المدة ؟ فقال صاحبنا : لا ، قال : إذاً لمَ تلقي التحية على رجل لا يردها ؟ فسأله صاحبنا : وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟ فقال : أعتقد أنه – بلا شك – رجل قليل الأدب ، ولا يستحق أن تلقي عليه التحية . فقال صاحبنا : اذاً هو في رأيك قليل الآدب ؟! قال : نعم . قال صاحبنا : هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب ، أم أعلمه الأدب ؟ فسكت الرجل لهول الصدمة .


                                           الحكمة 


                  كيف أصبحت كيف أمسيتَ

                                   مما يَغرِسُ الوُدًّ في فُؤَادِ الكَريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

كتابا

Sample Video Widget

back to top